اعتلى الإسكندر عرش مقدونيا بعد مقتل والده فيليب الثاني ، الذي وحّد أغلب الدول المدن في بر اليونان الرئيس تحت الهيمنة المقدونية في فدرالية سماها الرابطة الكورنثية. وبعد التأكيد على قوة الحكم المقدوني بإخماد ثورة من الدول المدن الجنوبية في اليونان، خرج الإسكندر ضد الإمبراطورية الفارسية الأخمينية، تحت قيادة ملك ملوكها (وهو لقب جرى على جميع الملوك الأخمينيين) داريوش الثالث، الذي هزمه وأطاح بملكه. وقد شملت فتوحاته الأناضول و سوريا و فينيقيا و فلسطين و غزة و مصر و بلاد الرافدين و فارس و باختر ووسع حدود امبراطوريته حتى وصلت البنجاب و الهند.
وقد وضع الإسكندر المخططات قبل موته للتوسع التجاري والعسكري إلى شبه الجزيرة العربية، عازما لأن يوجه جيوشه بعدها نحو الغرب (قرطاجة و روما و شبه جزيرة أيبيريا). إلا أن ملوك طوائفه الذين خلفوه، هجروا هذه الخطط المجيدة بكل صمت بعد موته. وعوض عن ذلك، بعد بضع سنوات من موته، بدأ ملوك الطوائف بالتناحر بينهم، ليقسموا امبراطورية الإسكندري بينهم، مطلقين بذلك العنان لأربعين سنة من الحروب المستمرة.